عبد النبى دسوقى مشرف المنتدى الاسلامى
عدد الرسائل : 213 تاريخ التسجيل : 23/04/2008
| موضوع: أثر التدين على العلاقة الزوجية (( 3 )) الأحد أبريل 27, 2008 8:39 am | |
| الزوجة المتدينة متى تكون مصيبة
وتابعت الأستاذة شريفة : أحياناً تكون الزوجة المتدينة عقبة فى طريق الرجل ، خاصة إن لم يكن متديناً فهى تحاول أن تكون الوصي عليه فى كل تصرفاته وفى أصغر الأمور فى حياته ، وكثيراً ما تتدخل فى أموره الشخصية ، هذا حرام .. وهذا حلال .. وهذا محرم فيجب عليها أن تأخذ الزوج باللين والرفق والموعظة الحسنة لا أن تأخذه بالصلف والأسلوب الغليظ ، عندها سيشعر الزوج أنها تضايقه وتعد عليه أنفاسه ، لاسيما فى مجتمعاتنا حيث ينظر الرجل إلى المرأة على أنها أضعف منه وأقل مقدرة منه على إدارة كثير من الأمور . ولوسائل الإعلام دور كبير فى إفساد صورة الزواج الواقعية بل حلت محلها الصورة غير الواقعية ، فيجب أن نُفهم بناتنا أن الزواج مسؤولية وصبر ومعاناة وهو طريق ليس مفروشاً بالورود ولا مفروشاً بالأشواك ، ويجب على المرأة أن تتكييف مع ظروف الزوجية وتحافظ على زوجها من خلال تغيير ما يحتاجه الزوج لتبدو بنظره الزوجة المثالية .
اختلاف المفاهيم الدينية بين الزوجين
ترى المحامية نضال الحميدان إحدى المتحدثات فى الندوة أن اختلاف المفاهيم الدينية له أثر فى العلاقة الزوجية فتقول : يُنظر إلى المفاهيم الدينية من خلال منظورين : المنظور الأول منظور المفاهيم والثانى هو الدين ، فالمفاهيم الدينية – ولو أننا كلنا مسلمون – ولكن هناك مذهبية وهناك تعددية ، فمثلاً هناك السنة والشيعة والذى يؤثر على القانون لا سيما فى حالات الزواج والطلاق ، ويتجلى ذلك عندما يتزوج سُني من شيعية أو العكس شيعية من سُني تظهر المشاكل بعد الزواج وخصوصاً عند وقوع الطلاق ، فمثلاً فى المذهب الشيعي حق الحضانة للرجل وليس للمرأة ، فتبرز هنا مشاكل رؤية الأطفال من قبل أمهم ، كذلك الطلاق للضرر وغيرها من القضايا الأخرى ، حيث يسبب اختلاف المذهب مشكلة كبيرة . النقطة الثانية فى المفاهيم أيضاً ما هو مفهوم المتدين ، هل هو المذهب حيث ينتمى إلى طائفة معينة ، ففى القانون وحسب المادة (35) العبرة فى الكفاءة فى الدين وذلك باختيار المرأة لشريك حياتها حسب دينه ودون الحسب والنسب والمادة (38) تبين أنه إذا ادعى الرجل الكفاءة الدينية وتبين بعد ذلك أنه غير كفؤ ، كان لكل من الزوجة ووليها حق الفسخ بعد أن ترفع أمرها للقاضي . وتطرق قانون الأحوال الشخصية إلى اختلاف المذهب كالسنة والشيعة أو اختلاف الدين مثل زواج المسلم من كتابية وغيرها ، فهناك تفصيل فى اختلاف الدين إذا تزوجا ثم أسلما ، أو إذا تزوج مسلم من كتابية أو إذا تزوجت مسلمة من كتابى ، أو إذا تزوجت مسلمة من مرتد وغير ذلك من الاختلافات الدينية بين الرجل والمرأة ، فهذه التفصيلات موجودة فى القانون ، وهكذا فإن اختلاف المفاهيم الدينية بين الزوج والزوجة يشكل خللاً كبيراً فى العلاقات الأسرية ، خاصة فى حال إنجاب الأطفال وتربيتهم والانعكاسات التى تحصل لهؤلاء الأطفال فيما بعد ، حيث يحاول كل من الأبوين أخذ الأطفال إلى مفهومه الدينى ، وقد تدخل الاختلافات حتى فى نطاق الدين الواحد كأن تكون الزوجة متدينة جداً ومحافظة ، والزوج متدين بشكل وسط أو على العكس غير متدين ، وهنا أيضاً تحدث اختلافات فى المفاهيم ويحصل الطلاق والانفصال بين الزوجين .
مخافة الله أساس نجاح الحياة الزوجية
ويرى الدكتور جاسم حاجية أن مخافة الله ، هى أساس نجاح الحياة الزوجية حيث قال : تعتبر المخافة من الله باجتناب نواهيه وإتيان ما أمر به من أفعال الخير هى المفتاح الرئيسى لأسباب الاستقرار والهدوء الأسرى ، وسير حياة الأسرة فى الطريق الصحيح ، وينظر الإنسان إلى التدين من جانبين : الجانب الأول جانب التمسك بالقيم والشريعة والأحكام كما بينّها الله عزوجل وعدم مخالفتها ، أما الجانب الثانى فيترتب على الجانب الأول حيث يشعر الإنسان بالإطمئنان والرضى والشعور بالذات ، إذا ما طبق الأحكام والتشريعات الدينية ، حيث تثري عبادة الله النفس البشرية بشفافية معينة تجعلها تراقب الله فى كل تصرف تأمر به الإنسان . أما بالنسبة للتدين والزواج فالأمر يأخذ منحىً آخر ، حيث تتآلف الحياة الزوجية من عناصر فالزوج عنصر والزوجة عنصر والأطفال كل واحد منهم عنصر يؤثر فى تلك التركيبة الإنسانية الاجتماعية ويؤثر بها ، والزواج نظام متكامل يؤثر على عناصره ، فأفراد الأسرة الواحدة يتأثرون لأى توتر يحصل فى الأسرة ويظهر ذلك الأثر على كل فرد منهم بحسب تعامله مع ذلك التوتر وبحسب أنواع الأسر .
الأسرة المتدينة والنشئ الصالح
ويرى الدكتور عدنان الشطي ، أن للتدين أثراً كبيراً على الآباء والأمهات ، وينتقل هذا الأثر بدوره إلى الأبناء الذى يتربون فى كنف هذا الأب وهذه الأم ، وتؤثر الشريعة الإسلامية وتطبيقاتها إيجاباً فى سلوك الأبناء ، حيث لم يقصر الإسلام فى إعطاء الأسرة قيمتها . ولو تتبعنا سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرة الصحابة الأخيار لوجدنا فيها نفحات عطرة من حسن الخلق وحسن المعاشرة والمعاملة بين الزوج والزوجة . جاء أحدهم إلى أحد الصالحين يسأله عن مطلقته كيف كانت وكيف أخلاقها ، ولماذا طلقها ؟! .. فقال الصالح : إن كنت تسألني عن زوجتي فهذا سر لى ولا أبوح به لأحد ، وإن كنت تسألنى عن مطلقتى فهى غريبة عنى لا أعرفها ، وبإسقاط تلك الواقعة على واقع اليوم نادراً ما نجد تلك الأخلاق الفاضلة التى تحافظ على أسرار الزوجة وتبتعد عن أسرار الغريبة ( المطلقة ) .
أثر التنشئة الدينية على الأطفاليعتقد كثيرون أن الإسلام لم يهتم بتربية الأطفال ، والواقع أن الإسلام منهج فى علم النفس وعلم تربية الأطفال التربية الصحيحة ، ولو قارنا واقع الشريعة وما تهدف إليه بواقع اليوم للاحظنا أن هناك فرقاً شاسعاً ، فبالرغم من وجود اللجان والهيئات التي تعتنى بالنشء إلا أن البيئة بشكل عام هى بيئة غير صالحة والمجتمع يخطو خطوة إلى الأمام ويتراجع عشر خطوات إلى الوراء . ففى هذا المجتمع المتردى لأسباب كثيرة ومتداخلة ، أصبحت التربية الإسلامية اليوم ضرورية جداً للأطفال ، وعلى الحكومات دعم المؤسسات التى تعتني بإيجاد النشء الصالح ، وتكوين المواطن الصالح كاللجان الخيرية والمؤسسات وغيرها من الجهات التى تعتني بالشباب وتوجههم التوجيه الصحيح . وهذه اللجان وهذه المؤسسات تعكس بشكل واضح أثر الدين والتربية الإسلامية على النشء ، ولو جمعنا عدد الشباب والأطفال المنتمين إلى هذه الهيئات لوجدناه عدداً كبيراً ، لو ترى سدى لانحرفت نسبة منه ، ولأدمنت نسبة أخرى وتعاطت الخمور .. لقد أنقذت هذه الهيئات وهذه المؤسسات عدداً كبيراً من الشباب ووجهتهم التوجيه الصحيح . أما الأسرة المتدينة فهى المنوط بها إنشاء أطفال صالحين لأن الأسرة المتدينة تخاف الله وتخشاه دون غيره ، والذرية ضعاف بمعنى أنهم بحاجة إلى حمايتنا ورعايتنا وتوجيهاتنا الصحيحة .
واتمنا لكم دوام السعاده الزوجيه فى ضوء الشرع اخيكم \ عبد النبى دسوقى | |
|