موضوع: الشرك ___ النفاق___ الكفر ___ البدعة (( 1 )) الخميس مايو 22, 2008 8:18 am
تعريفه
الشرك هو جعل شريك للهتعالى في ربوبيته وإلهيته ، والغالبالإشراك في الألوهية بأن يدعو معالله غيره أو يصرف له شيئا من أنواعالعبادة كالذبح والنذر والخوفوالرجاء والمحبة. والشرك أعظم الذنوبوذلك لأمور:
1- لأنه تشبيه للمخلوقبالخالق في خصائص الإلهية فمن أشرك مع اللهأحداً فقد شبهه به. وهذا أعظم الظلمقال تعالى: ( إِنّ الشّرْكَلَظُلْمٌ عَظِيمٌ)2. والظلم هو وضع الشيءفي غيرموضعه، فمن عبد غير الله فقدوضع العبادة في غير موضعها وصرفهالغير مستحقها وذلك أعظم الظلم.
2- أن الله أخبر أنه لايغفره لمن لم يتب منه قال تعالى: (إِنّاللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَبِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَلِمَن يَشَآءُ)3 .
3- أن الله أخبر أنهحرم الجنة على المشرك وأنه خالد مخلدفي نار جهنم قال تعالى: (إِنّهُمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْحَرّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنّةَوَمَأْوَاهُ النّارُ وَمَالِلظّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ)4.
4- أن الشرك يحبطجميع الأعمال قال تعالى : (ذَلِكَهُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَنيَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْأَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُمْ مّاكَانُواْ يَعْمَلُونَ)5،وقال تعالى: (وَلَقَدْأُوْحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الّذِينَمِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَلَيَحْبَطَنّ عَمَلُكَوَلَتَكُونَنّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)6.
5- أن المشرك حلالالدم والمال- قال تعالى: (فَاقْتُلُواْالْمُشْرِكِينَ حَيْثُوَجَدتّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْوَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْلَهُمْ كُلّ مَرْصَدٍ)7 وقال النبي صلى اللهعليه وسلم:" أمرت أن أقاتلالناس حتى يقولوا لا إله إلا اللهفإذا قالوها عصموا مني دماءهموأموالهم إلا بحقها" 8.
6- أن الشرك أكبرالكبائرقال صلى الله عليه وسلم : " ألاأنبئكم بأكبر الكبائر قلنا بلى يارسول الله قال: الإشراك بالله وعقوقالوالدين " الحديث 9 . فالشرك أظلم الظلم. والتوحيد أعدلالعدل. فما كان أشد منافاة لهذاالمقصود فهو أكبر الكبائر إلى أن قال:فلما كان الشرك منافياً بالذات لهذاالمقصود كان أ كبر الكبائر علىالإطلاق وحرم الله الجنة على كل مشركوأباح دمه وماله وأهله لأهل التوحيدوأن يتخذوهم عبيداً لهم لما تركواالقيام بعبوديته . وأبى الله سبحانهأن يقبل لمشرك عملاً. أو يقبل فيهشفاعة، أو يستجيب له في الآخرة دعوة.أو يقبل له فيها رجاء ، فإن المشركأجهل الجاهلين بالله حيث جعل له منخلقه نداً وذلك غاية الجهل به - كماأنه غاية الظلم منه- وإن كان المشركفي الواقع لم يظلم ربه وإنما ظلم نفسه- انتهى.
7- أن الشرك تنقص وعيبنزه الرب سبحانه نفسه عنهما - فمن أشرك باللهقد أثبت لله ما نزه نفسه عنه وهذاغاية المحادة لله تعالى وغايةالمعاندة والمشاقة لله.
أنواعه
الشرك نوعان: النوعالأول : شرك أكبر يخرج من الملة ويخلدصاحبه في النار إذا مات ولم يتب منهوهو صرف شيء من أنواع العبادة لغيرالله- كدعاء غير الله والتقرببالذبائح والنذور لغير الله منالقبور والجن والشياطين ، والخوف منالموتى أو الجن أو الشياطين أن يضروهأو يمرضوه ورجاء غير الله فيما لايقدر عليه إلا الله من قضاء الحاجاتوتفريج الكربات مما يمارس الآن حولالأضرحة المبنية على قبور الأولياءوالصالحين، قال تعالى : (وَيَعْبُدُونَمِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرّهُمْوَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَهَـَؤُلآءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَاللّهِ)10
النوع الثاني: شركأصغرلا يخرج من الملة لكنه ينقص التوحيدوهو وسيلة إلى الشرك الأكبر- وهوقسمان..
القسم الأول: شركظاهر وهو:ألفاظ وأفعال.
فالألفاظكالحلف بغير الله قال صلى الله عليهوسلم " من حلف بغير اللهفقد كفر أو أشرك "11 وقول : ما شاء اللهوشئت - قال صلى الله عليه وسلم : لماقال له رجل ما شاء الله وشئت فقال: "أجعلتني لله نداً قل ما شاء الله وحده"12 وقول:لولا الله وفلان- والصواب أن تقال: ماشاء الله ثم فلان، ولولا الله ثم فلان-لأن ثم تفيد الترتيب مع التراخي- تجعلمشيئة العبد تابعة لمشيئة الله كماقال تعالى: (وَمَا تَشَآءُونَإِلاّ أَن يَشَآءَ اللّهُ رَبّالْعَالَمِينَ)13 . وأما الواو فهيلمطلق الجمع والاشتراك لا تقتضيترتيبا ولا تعقيبا، ومثله قول، ماليإلا الله وأنت، وهذا من بركات اللهوبركاتك. وأما الأفعال : فمثل لبسالحلقة والخيط لرفع البلاء أو دفعهومثل تعليق التمائم خوفاً من العينوغيرها إذا اعتقد أن هذه أسباب لرفعالبلاء أو دفعه فهذا شرك أصغر، لأنالله لم يجعل هذه أسباباً. أما إناعتقد أنها تدفع أو ترفع البلاءبنفسها فهذا شرك أكبر لأنه تعلق بغيرالله. القسمالثاني : شرك خفي وهو الشرك فيالإرادات والنيات- كالرياء والسمعة-كأن يعمل عملاً مما يتقرب به إلى اللهيريد به ثناء الناس عليه كأن يحسنصلاته أو يتصدق لأجل أن يمدح ويثنىعليه. أو يتلفظ بالذكر ويحسن صوتهبالتلاوة لأجل أن يسمعه الناس فيثنواعليه ويمدحوه، والرياء إذا خالطالعمل أبطله- قال الله تعالى: (فَمَنكَانَ يَرْجُو لِقَآءَ رَبّهِفَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاًوَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّهِأَحَدَا)14. وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أخوفما أخاف عليكم الشرك الأصغر- قالوا يارسول الله: وما الشرك الأصغر قال:الرياء)15ومنه العمل لأجل الطمع الدنيوي- كمنيحج أو يؤذن أو يؤم الناس لأجل المال-أو يتعلم العلم الشرعي أو يجاهد لأجلالمال. قال النبي صلى الله عليه وسلم ( تعسعبد الدينار وتعس عبد الدرهم ، تعسعبد الخميصة تعس عبد الخميلة إن أعطيرضي وإن لم يعط سخط)16 قال الإمام ابن القيمرحمه الله: وأما الشرك فيالإرادات والنيات فذلك البحر الذي لاساحل له وقل من ينجو منه فمن أرادبعمله غير وجه الله ونوى شيئاً غيرالتقرب إليه وطلب الجزاء منه فقدأشرك في نيته وإرادته. والإخلاص: أنيخلص لله في أفعاله وأقواله وإرادتهونيته. وهذه هي الحنيفية ملة إبراهيمالتي أمر الله بها عباده كلهم ولايقبل من أحد غيرها وهي حقيقةالإسلام، كما قال تعالىوَمَنيَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناًفَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِيالاَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)17.وهي ملةإبراهيم صلى الله عليه وسلم التي منرغب عنها فهو من أسفه السفهاء (18)انتهى.
يتلخص مما مر أن هناكفروقا بين الشرك الأكبر والأصغر وهي: 1- الشرك الأكبر يخرج من الملة والشركالأصغر لا يخرج من الملة. 2- الشرك الأكبر يخلد صاحبه في النار-والشرك الأصغر لا يخلد صاحبه فيها إندخلها. 3- الشرك الأكبر يحبط جميع الأعمال-والشرك الأصغر لا يحبط جميع الأعمالوإنما يحبط الرياء والعمل لأجلالدنيا العمل الذي خالطاه فقط. 4 - الشرك الأكبر يبيح الدم والمال-والشرك الأصغر لا يبيحهما.
الكفر19
تعريفه
الكفر في اللغةالتغطية والستر - والكفر شرعاً: ضدالإيمان- فإن الكفر عدم الإيمانبالله ورسله سواء كان معه تكذيب أو لميكن معه تكذيب، بل شك وريب أو إعراضأو حسد أو كبر أو اتباع لبعض الأهواءالصادة عن اتباع الرسالة. وإن كانالمكذب أعظم كفرا. وكذلك الجاحدالمكذب حسداً مع استيقان صدق الرسل 20.
أنواعه
الكفر نوعان: النوعالأول : كفر أكبر يخرج من الملة وهوخمسة أقسام :
النوع الثاني :كفر أصغر لا يخرج من الملة وهوالكفر العملي- وهو الذنوب التي وردتتسميتها في الكتاب والسنة كفراً وهيلا تصل إلى حد الكفر الأكبر - مثل كفرالنعمة المذكور في قوله تعالى: (وَضَرَبَاللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْآمِنَةً مّطْمَئِنّةً يَأْتِيهَارِزْقُهَا رَغَداً مّن كُلّ مَكَانٍفَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ)26. ومثل قتال المسلم المذكور في قولهصلى الله عليه وسلم (سباب المسلمفسوق وقتاله كفر)27. وفي قوله صلى الله عليه وسلملاترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاببعض )28. ومثل الحلف بغير الله قال صلى اللهعليه وسلم (من حلف بغير الله فقدكفر أو أشرك)29. فقد جعل الله مرتكب الكبيرة مؤمناًقال تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَآمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُالْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى)30 . فلم يخرجالقاتل من الذين آمنوا وجعله أخاًلولي القصاص فقال: (فَمَنْ عُفِيَلَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌفَاتّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِوَأَدَآءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ)31 والمراد أخوةالدين بلا ريب ، وقال تعالى : (وَإِنطَآئِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَاقْتَتَلُواْ فَأَصْلِحُواْبَيْنَهُمَا)32 إلى قوله تعالى: (إِنّمَاالْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌفَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ)33 . انتهى من شرحالطحاوية (34) باختصار.
وملخص الفروق بينالكفر الأكبر والكفر الأصغر :
1- أن الكفر الأكبريخرج من الملة ويحبط الأعمال ،والكفر الأصغر لا يخرج من الملة ولايحبط الأعمال لكن ينقصها بحسبه ويعرضصاحبها للوعيد.
2- أن الكفر الأكبريخلد صاحبه في النار، والكفر الأصغرإذا دخل صاحبه النار فإنه لا يخلدفيها ، وقد يتوب الله على صاحبه فلايدخله النار أصلاً.
3- أن الكفر الأكبريبيح الدم والمال ، والكفر الأصغر لايبيح الدم والمال.
4- أن الكفر الأكبريوجب العداوة الخالصة بين صاحبه وبينالمؤمنين فلا يجوز للمؤمنين محبتهوموالاته ولو كان أقرب قريب . وأماالكفر الأصغر فإنه لا يمنع الموالاةمطلقاً بل صاحبه يحب ويوالى بقدر مافيه من الإيمان ويبغض ويعادى بقدر مافيه من العصيان.