فلاش باك : أيها المظلوم دائمًا .. شكرًا

لم أرَ منذ أن بدأ مشوارى مع كرة القدم مشجعًا منتميًا إلى نادى الزمالك لاعبًا ظلمناه وذبحناه وقدمناه قرباناً للهزائم والانكسارات والإخفاقات مثلما فعلنا مع محمد عبد المنصف حارس الزمالك الأمين الذى طالما انقسم الناس حوله ما بين مؤيد ومعارض وما بين محب وكاره حتى أصبح الحديث عن منصف هو طقس ثابت من طقوس الجماهير الزمالكوية .

فقد تعرض منصف لسيل من الهجوم كان كفيلاً بأن ينهى مشوار جيل كامل وظل يستقبل النقد والهجوم - الذى تحول فى كثير من الأحيان إلى سباب جماعى - بصدر رحب , وردَّ على منتقديه بالتألق فى كثير من المباريات , وكان سببًا رئيسيًا فى فوز الزمالك بعدد من المباريات والنقاط

فمن الناحية الفنية ... منصف - بالتأكيد - من أفضل ثلاثة حراس مرمى فى مصر وهو عضو دائم الحضور مع المنتخبات الوطنية وقد نجح منصف فى تطوير مستواه كثيرًا فى المواسم الأخيرة ... وأخطاؤه التى وقع فيها يجب أن نغفرها له مقابل تصديه الموفق لعشرات وعشرات من الانفرادات وضربات الجزاء والعجيب أن يظل منصف دائمًا محل انتقاد دائم من النقاد وبعض الجماهير الذين لا يَرَون سوى زلاته ولا يرى أحد – أبدًا – تألق منصف وذوده عن مرماه فيظل منصف هكذا إذا أجاد لا يراه أحد وإذا أخطأ ينتقده الجميع ورغم أنى لا أحب المقارنات إلا أن التعامل الجماهيرى والإعلامى مختلف تمامًا مع لاعبين آخرين كحازم إمام مثلاً والذى لم يقدم شيئًا يذكر للزمالك منذ أكثر من ثلاثة مواسم ورغم ذلك تهتف له الجماهير وتحمله على الأعناق وكأنها تكرمه على تاريخ لا ينكره أحد وعلى إنجازات ساهم في تحقيقها لا على مستواه الحالى والذى لا يليق باسم حازم إمام بالقطع . هذا التعامل يتباين تمامًا مع التعامل مع ملف منصف وغيره من المجيدين والمخلصين داخل نادى الزمالك مثل عمرو الصفتى على سبيل المثال ..

أما من الناحية الشخصية وهى الوجه الآخر المكمل لشخصية اللاعب داخل الملعب فمنصف كان دائمًا تحت أمر الزمالك فى الأفراح والأتراح , فى الانتصارات والانكسارات فلم نره يومًا يغيب عن التدريب ولم نسمع أنه طالب بتعديل عقده ولم نره يلوح بورقة الأهلى حتى فى الأيام الأخيرة بعد هروب الحضرى والذى تزامن مع عدم تجديد منصف لعقده مع الزمالك ظل منصف مخلصًا ومحبًا لنادى الزمالك وجماهيره , وأعلن عن تجديد تعاقده مع الزمالك رغم أن الفرصة كانت مواتية له لابتزاز النادى واستغلال اسم الاهلى لزيادة عقده السنوى أو حتى الانتقال للأهلى بعد كل هذا الهجوم الشرس الذى تعرض له فى المواسم الأخيرة

أعتقد أنه قد آن الأوان لنعيد لهذا الرجل حقه الذى سلبناه منه وأن نعترف بأن منصف تحمل الكثير فى صمت وأعطى الزمالك الكثير ولم يبخل عليه يومًا بنقطة عرق واحدة وإذا كان الاعلام قد أصر على تحطيم منصف فدورنا أن نعيد لهذا الرجل ثقته بنفسه وأن ندعمه ونشجعه ونهتف له فهو أحق بالهتاف من كثيرين ممن نهتف لهم

لن أطيل الحديث كثيرًا عن منصف فمهما قلت لن أوفى هذا الرجل حقه وكما أوصانا نبينا صلى الله عليه و سلم : ( من لا يشكر الناس لا يشكر الله ) ..

أيها المظلوم دائمًا .. محمد عبد المنصف ... شكرًا لك