موضوع: س : ماذا يكره الله ؟ لله الحمد والفضل والمنه الإثنين مايو 26, 2008 10:46 am
<hr style="COLOR: #e3e8fe" SIZE=1>
الأثرة والشح
الأثرة:
أن يَخُصّ الإنسان نفسه أو أتباعه بالمنافع من أموال ومصالح دنيوية ويستأثر بذلك فيحجبه عمن له فيه نصيب أو هو أَوْلى به. {نضرة النعيم: 9-3771} وقال الجرجاني: البخل: هو المنع من مال نفسه،
والشح:
هو بخل الرجل من مال غيره. {التعريفات: 42، 43} وقال الراغب: البخل ضربان: أحدهما: بخل الإنسان بِقَنِيّات نفسه ( أي مقتنياته)، والآخر: بخلٌ بقنيات غيره، وهو أكثرهما ذمًا بدليل قول الله تعالى: الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل {النساء: 37}. {المفردات للراغب: 38} وقال ابن القيم رحمه الله تعالى: الفرق بين الشح والبخل أن الشح هو شدة الحرص على الشيء والإحفاء في طلبه والاستقصاء في تحصيله وجشع النفس عليه، والبخل: منع إنفاقه بعد حصوله وحبه وإمساكه، فهو شحيح قبل حصوله بخيل بعد حصوله، فالبخل ثمرة الشح، والشح يدعو إلى البخل، والشح كامن في النفس، فمن بخل فقد أطاع شحه، ومن لم يبخل فقد عصى شحه ووُقي شره، وذلك هو المفلح، قال الله تعالى: ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون {الحشر: 9}. {الوابل الصيب: 52} عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "الظلم ظلمات يوم القيامة، وإياكم والفحش، فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش، وإياكم والشح، فإن الشح أهلك من كان قبلكم، أمرهم بالقطيعة فقطعوا، وأمرهم بالبخل فبخلوا، وأمرهم بالفجور ففجروا". {أبو داود: 1698 مختصرًا، وأحمد 2-159، 160، وصحح إسناده الشيخ أحمد شاكر: 6487} وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "شر ما في رجل شح هالعٌ وجبنٌ خالعٌ". {أبو داود 2511، وأحمد، وصحح إسناده الشيخ أحمد شاكر برقم: 7997} وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف عبدٍ أبدًا، ولا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبدٍ أبدًا". {النسائي: 6-13، وصححه الألباني برقم: 2913} وذكر ابن مفلح قول بعض الحكماء: عجبًا للبخيل المتعجِّل للفقر الذي منه هرب، والمؤخر للسعة التي إياها طلب، ولعله يموت بين هربه وطلبه، فيكون عيشه في الدنيا عيش الفقراء، وحسابه في الآخرة حساب الأغنياء، مع أنك لم تر بخيلاً إلا غيره أسعد بماله منه، لأنه في الدنيا مهتم بجمعه، وفي الآخرة آثم بمنعه، وغيره آمن في الدنيا من همه، وناج في الآخرة من إثمه. {الآداب الشرعية: 3-318} وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أي الصدقة أعظم أجرًا؟ قال: "أن تصدق وأنت صحيح شحيح، تخشى الفقر وتأمل الغنى، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا، وقد كان لفلان". {البخاري: 1419، ومسلم 1032} عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقًا خلفًا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفًا". {البخاري- الفتح 3(1442)، ومسلم (1010)} والحمد لله رب العالمين