و سيبقى زكى درة التاج

خيرا عاد دولاب بطولات نادى الزمالك يفتح ذراعيه ليستقبل بطولة جديدة .. لا أدرى لماذا تخيلت هذه اللحظه كثيرا .. شعرت به و كأنه أب عجوز أتعبه الشوق كما أتعبته نكبات الدهر خرج ليستقبل أولاده الذين تركوه منذ سنوات أربع قضاها ما بين دموع الفراق و أمل اللقاء .. و عند اللقاء فتح ذراعيه و أحتضن أولاده و تمنى لو أن يظل هكذا مغلقا يديه على أحبائه حتى آخر لحظات عمره .. و هكذا نحن لطالما تمنينا أن يتوقف بنا الزمن عند لحظة استلام الكأس فاما أن يظل الزمن هكذا جامدا لا يتحرك أو يتحرك لنرى أيدى أخرى ترفع كؤوسا جديدة لعلها تشفى ألام الفراق .

* قصة بطولة أخرى كتبها و نفذها و أخرجها جمهور الزمالك و رجال الوايت نايتس فلم يكن يوم الأمس سوى يوم الحصاد لمجهود استمر لعدة أسابيع ما بين التفكير و التجهيز و الاعداد ليوم التتويج فجاءت النتيجة كما رأينا لوحة فنية مبهرة لم ترى أعين جمهور الكرة فى مصر مثلها من قبل .. فتحية لأحد مصادر فخرنا و فى انتظار لوحات أخرى فى مناسبات أخرى ان شاء الله

*أعلم جيدا أن كل لاعبى الزمالك بذلوا كل ما يستطيعون بذله من عرق و جهد و تعب الا أننى أجد نفسى مرغما على الاشادة بالمظلوم دائما و رجل المواقف الصعبة الحارس المخلص محمد عبد المنصف و بالمهاجم الفذ عمرو زكى الذى لم أحزن على شىء مثلما حزنت على قرب رحيله من الزمالك و مهما حدث فسيظل عمرو زكى علامة فارقة فى تاريخ هجوم الزمالك و درة التاج الذى بدونه سيفقد التاج جماله و بريقه .. و لو كان الأمر بيدى لوقعت مع زكى عقدا أبديا يظل بموجبه فى الزمالك مثلما سيظل فى قلوب كل محبى و مشجعى الزمالك حتى لو فرقت بيننا و بينه الظروف و المسافات .

* مهما اختلفنا أو اتفقنا مع السيد ممدوح عباس الا أن دموع عباس بالأمس جاءت و كأنها موجة عاتية لتهدم قصور الشك و الطعن التى شيدها بعض الصغار على رمال الشاطىء و لم تنحسر الموجة الا بعد أن أزالت كل تلك " الشخابيط " لتعود الرمال من جديد الى نقاءها و صفائها فى انتظار أن يركب أحدهم الموجه الجديدة و يترك مهمة العبث فى الرمال لغيره .. ثم تدور الحلقة .

*برغم التوحد الذى لم نرى مثله فى صفوف الزملكاوية باختلاف توجهاتهم منذ فترة طويله والتفاف الجميع حول هدف واحد الا أن أحدهم لم يرضى الا بأن يخرق الصف كعادته و ظهر على قناة مشبوهه يهاجم لاعبى الزمالك و مجلس ادارته و كأن فوز الزمالك بالكأس بعد طول غياب لم يرح باله بل زاده هما و غما و حزنا ليطل علينا فى فى مشهد سادى أسود وكأن هذا الرجل مثل بعض نباتات الظل لا تنمو الا فى الظلام .

* مباراة الأمس كانت فرصة – قد لا تتكرر – لكى ينهى بعض لاعبى الزمالك حياتهم فى الزمالك كلاعبين فى لحظة التتويج التى أنتظرها الجميع منذ سنوات و لكن قناعة بعض اللاعبين بأن فى امكانهم استمرار المسيرة اضافة الى اعلام رياضى يكرر دائما مقولة أنهم الأفضل فى مصر جعلهم يعيدوا التفكير فى قرار الاعتزال أو الاحتراف أو الانتقال الى نادى آخر داخل مصر و لطالما كانت هذه قناعه شخصية فلا تدخل لأحد من الجمهور فى هذا القرار الشخصى الذى ان ضر أحد فسيضر صاحبه قبل أى شىء و لربما تكون كلمة " كفاية " هى أقل ما سيقوله الجمهور فى المرة القادمة .